Thursday, 19 January 2017

زي الأفلام

كتير بنشوف إننا في حياتنا ممكن نكون عدّينا بحاجات غريبة أو ماتتصدقش، فلما بنيجي نتكلم عليها، بنلاقي نفسنا غالبا مش بنوصفها غير بجملة واحدة " حاجة كدة زي الأفلام "
بس السؤال بقى هو إحنا ليه بنربط بين الأفلام و الحاجات اللي ماتتصدقش؟ و هي أصلا الأفلام حكاياتها بتيجي منين غير من حياتنا و حياة ناس كتير غيرنا حصلتلهم شوية حاجات لو حد كان حكاهالهم قبل ما تحصلّهم كانوا حايقولوا عليها ماتتصدقش؟

كل واحد فينا حياته عبارة عن فيلم، فيلم هو بطله الأول، و مدّته هي عمره، يبدأ أول ما ييجي الدنيا، و يخلص بخروجه منها، فيلم فيه صراع و فيه أمل، فيه مشكلة و فيه حل، فيه نجاح و فيه فشل، ساعات يبقى شيّق و ساعات بيبقى رتيب و ممل، و ساعات مايخلاش برضه من حبة كده
cliché
  فيلم كل مشهد فيه ممكن يبقى له لون مختلف عن المشهد اللي قبله، شوية كوميدي و شوية تراجيدي، شوية رومانسي و شوية أكشن، و مش بعيد كمان يبقى شوية رعب 

كل واحد مننا بيقابل في حياته ناس بيبقوا جزء من الفيلم بتاعه، منهم اللي دوره بيخلص بدري، و منهم اللي بيكمّل لنص الفيلم، و منهم اللي بيفضل موجود لحد آخر مشهد، بس الأكيد إن كل دور فيهم، و مهما كان صغير، مهم، و مهما كان فيهم ناس كنا نتمنى إننا مانقابلهمش خالص، إلا إن مفيش دور مالوش لازمة، مهما كان حلو أو وحش، و فكرة إننا نلغي الأدوار أو نقطع الصفحات مش حل، بالعكس، لإن من غيرهم، عُمر الفيلم ما كان حايبقى نفس الفيلم، ولا إحنا عمرنا ما كنا حانبقى نفس الأشخاص اللي إحنا عليها دلوقتي، كله موجود لسبب، و مهما كان صعب علينا دلوقتي فهمه، بس الأكيد إنه موجود، و مسيرنا نفهمه حتى و لو في آخر الفيلم.

بس الفرق إن الفيلم بتاعنا فكرة التغيير أو التعديل فيه مش واردة، ولا ينفع نرجع بيه لمشهد إحنا عايزين نتفرج عليه أو بمعنى أصح نعيشه تاني، ولا نطلع بيه لقدام لما نزهق و نبقى عايزين نعرف إيه اللي حايحصل بعد كده، كل مشهد حلو حانعيشه لازم نبقى فاهمين إننا ماعندناش إختيار إننا نعيشه تاني، فانعيشه بكل طاقتنا و لآخر لحظة فيه، و المشهد الوحش يمكن نكون ماينفعش نهرب منه، أو نعدّيه، بس مسيره حايخلص، حايخلص وقت ما ربنا يبقى كاتبله إنه يخلص، كله في وقته، مظبوط بالدقيقة و بالثانية، و كله ليه ميعاده اللي مش حاييجي غير فيه، لا حاييجي متأخر ولا بدري.

ركّز أوي في الفيلم بتاعك، و خليك دايما فاكر إنه مافيهوش مونتاج، فحاول ماتكونش محتاجه، ماتسيبش فرصة للندم على كلمة إتقالت، أو حتى ماتقالتش، حاجة لو رجع بيك الزمن مش حاتعملها، أو حاجة كان نفسك تعملها و ماعملتهاش، حاول ماتسيبش مجال للفرص الضايعة إنها تخلّيك تكره فيلمك و تبقى خايف تتفرج عليه، إكتب دورك بالشكل اللي يرضيك، الشكل اللي إنت تشوفه مناسب ليك، و تبقى حابب إنك تحكيه لولادك، عيشه بكل تفاصيله، الحلو منها و المُر، و ماتستغربش لما يحصلّك حاجة زي الأفلام، صدّق، عشان حياتك فعلا مش زي الأفلام ولا حاجة، دي فيلم بجد.