Monday, 29 August 2016

كانت حاتفرق في الوداع

لو كنت بس ساعتها عارف إن دي المرة الأخيرة... مية مية كانت حاتفرق في الوداع جملة في أغنية لمسار إجباري خلتني أركز أوي في الكلام اللي جاي بعدها و أعيدها
كتير بعد ما سمعتها

" لو كنت بس ساعتها عارف إن دي المرة الأخيرة كانت حاتفرق في الوداع "            
سألت نفسي يا ترى لو أنا كان عندي الفرصة إني أبقى عارفة إن في حاجة حاعملها أو حد حاشوفه لآخر مرة, كنت حاستغل الفرصة دي إزاي و أنا عارفة إنها فرصتي 
الأخيرة ؟؟

فضلت أفكر يا ترى كنت حاعمل إيه أو مين اللي كان حايبقى فارق معايا وقتها, يمكن كنت هاحاول أخلي الوقت مايسرقنيش و أنا مقصرة في حق ربنا, يمكن كنت حاوصل أكتر للناس اللي بحبها إني بحبها من غير ما أعتمد إنهم أكيد فاهمين, لإن للأسف ساعات الإعتماد على المبدأ ده بيخلينا ننسى نعبر أو نهتم لحاد ما الحب ده يبتدي يموت جوة قلوب حبايبنا بالتدريج بسببنا و احنا مش حاسين, كنت حاكلم صحابي اللي بقالي كتير ماشوفتهومش و أقولهم إنهم وحشوني من غير ما أفكر إمتى آخر مرة اتكلمنا ولا مين آخر مرة سأل عالتاني, كنت حاقف عند كل الأبواب المواربة اللي مشيت و أنا مش عارفة هي مقفولة ولا مفتوحة, يمكن أبواب منها كنت حافتحها على آخرها و أبواب تانية كنت حاقفلها و أرمي مفتاحها, كنت مش حاعمل حاجة غير اللي أنا حساه و مؤمنة بيه و مستعدة أعافر و استقتل عشان بس أوصله , كنت حاروح الأماكن اللي باحبها و اعمل الحاجات اللي كان نفسي أعملها من زمان.  

حاجات كتير فضلت أفكر و أعيد حساباتي فيها و أنا باتفرج على كل حاجة حصلتلي في حياتي كإني باتفرج على فيلم سينما, و من فكرة لفكرة وصلت للحاجة اللي خلتني أفكر في الموضوع ده لأول مرة, موضوع آخر مرة اللي بتفرق في الوداع.

أول مرة ماكنتش لما سمعت الأغنية, الأغنية فكرتني بيها بس أو بمعنى أصح جت عالجرح, أول مرة كانت من سنتين تقريبا بعد ما حصلتلي الحاجة اللي خلتني أغير كل طريقة تفكيري من بعدها.

كان عندي واحدة صاحبتي كنت بحبها أوي, كنا صحاب بقالنا سبع سنين, يمكن ماكنتش أقرب صاحبة ليا بس كنا صحاب, بنخرج مع بعض كل فترة, و نسأل على بعض دايما, فضلنا محافظين على ده سنين و لما اتخرجنا بقينا بنتقابل في مناسبات أكتر, مرة خطوبة و مرة فرح, بعدها قعدت فترة طويلة معرفش عنها حاجة, بطلت تسأل و أنا كمان بطلت أسأل, مكنتش زعلانة منها بس كنت فاهمة إن كل واحد بقى مشغول في حياته خصوصا بعد ما اتخرجنا و اشتغلنا, لحاد ما في يوم و أنا قاعدة قدام الفيس بوك قريت حاجة مافهمتهاش " توفيت إلى رحمة الله صديقتنا.... و العزاء غدا "                         

مش فاكرة قريت الجملة دي كام مرة و في كل مرة و أنا بقراها أدعي في سري إني أبقى فاهمة حاجة غلط أو في غلطة مكتوبة في الخبر, و فضلت دقايق تقيلة تعدي عليا ببطء و أنا قاعدة في مكاني مستنية الغلطة تتصلح, بس الغلطة ماتصلحتش لإنها أصلا ماكانتش غلطة و فجأة لقيت نفس الجملة المشئومة عمالة تتكرر و الخبر يتأكد, و لقيت نفسي قدام واقع أبشع من إن عقلي يصدقه " أنا صاحبتي ماتت "

عشت بعدها فترة من أصعب فترات حياتي, فضلت أحاول أفتكر إمتى آخر مرة شوفتها, اكتشفت إنها كانتمن تسع شهور, اكتشفت إنها لما بطلت تسأل ماكنش عشان مشغولة, كانت تعبانة و أنا عشان كنت مابسألش فمعرفتش, ضميري أنبني أوي, حسيت إني كان نفسي أقولها إنها غالية عندي أوي, إنها من أحسن الناس اللي عرفتها في حياتي, بس عامة مش غريبة إنها سابتنا بدري عشان هي راحت مكانها الطبيعي, هي ملاك سابنا و راح الجنة.

سألت نفسي بعدها هو أنا ليه اما لقيتها اختفت بطلت أسأل عليها أنا كمان؟ ليه مافكرتش أطمن عليها؟ مش يمكن يكون في حاجة حصلت؟                            

بس الإجابة اللي جاوبتها على الأسئلة دي ماريحتنيش دي زعلتني من نفسي أكتر,  ماكنتش بسأل عشان عارفة إنها موجودة !! و من ساعتها و أنا أخدت عهد علىنفسي إني حاعبر عن كل اللي جوايا و أقول و أعمل كل اللي أنا حساه من غير ما أكابرأو ألجم نفسي فيه .

هي دي مشكلتنا, إننا بنستسهل, بنستسهل نبعد, بنستسهل نبقى أغراب عن بعض بحجة مشاغل الحياة و الظروف, و ناسيين إن احنا مش دايمين ولا اللي حوالينا دايمين لنا فبنفوق بس متأخر أوي بعد ما نبقى أخدنا الدرس, الدرس اللي بيعلم فينا قبل ما يعلمنا.
الموضوع مش مقتصر عالموت بس, الموت مثال بس للفقدان اللي ليه صور كتير أوي, كام واحد بيبقى في حد غالي عنده و لما بيروح بيحس إنه ماشبعش منه؟ إنه مداهوش حقه؟ كام واحد بعد عن صاحب عمره و بعدها اكتشف إنه عدى بحاجة كان لازم يبقى جنبه فيها و سند ليه ؟ كام واحد حب واحدة و ماقالهاش لحاد ما ضاعت من إيده؟ كام واحد كان نفسه في حاجة و ماعملهاش؟ و فضل يأجل فيها و فاق بعد ما عمره اتسرق منه و حس إن عمره ما عاش حياته ولا عمل الحاجة اللي تسعده؟ ليه بنأجل؟ ليه بنبعد؟ ليه بنستسهل؟ ليه فاكرين إن كل حاجة حاتفضل مستنيانا؟ ليه بنعمل في بعض كده؟ ليه بقى عادي إننا نوجع و نخسر بعض بمنتهى البساطة و مش بنسامح ولا بنقول إننا بنحب بنفس البساطة؟

لو كنت قلت  للبنت اللي بتحبها إنك بتحبها كان ممكن تستناك لو فعلا هي كمان بتحبك, مين قالك إنها ماكانتش مستنية كلمة منك تطمنها؟ مين قالك إنك ماكنتش كل حاجة بتتمناها و انت خذلتها بسكوتك؟                                                   

لو كنت في وسط الخناقة قلت إنك زعلان بس اللي بينكوا أكبر من أي حاجة حصلت ماكنتش خسرت صاحب عمرك.                                                  

لو كنت بتسأل على اللي بيوحشك لما تحس بكده من غير ما تكابر أو تحسبها أو حتى تأجل عشان مشغول ماكانش راح من غير ما تودعه.                             

مرة قريت جملة على قد ما هي توجع للأسف صح جدا ,بتقول إن الورد اللي بيبقى على قبر المتوفي بيبقى أكتر بكتير من كل الورد اللي جاله و هو عايش, لإن وقتها بيبقى إحساس اللي حواليه بالندم بعد ما مات أكبر من إحساسهم بالعرفان نحيته و هو عايش..    

لو كنت عملت الحاجة اللي بتحبها من الأول و مامشيتش ورا كلام الناس ماكنتش حسيت إن عمرك ضاع عالفاضي, النجاح مش إنك تبقى دكتور أو مهندس و انت شايل هم إنك تروح الشغل كل يوم, إنت ممكن تبقى بتشتغل حاجة أبسط من كده بكتير و تحس إنك أنجح إنسان في العالم, لإن إنك تبقى راضي عن نفسك و عن حياتك ده نجاح, إنك تأثر في اللي حواليك و يفضلوا فاكرينك بعمل عملته أو حاجة اتعلموها منك ده نجاح, إنك توصل للسعادة اللي انت طول عمرك بتتمناها و بتدور عليها ده أكبر نجاح.

مفيش حاجة في الدنيا حاتستناك لو فضلت سلبي و متواكل, اللي انت عايزه و ماخدتوش بإيدك حاييجي غيرك و ياخده و انت قاعد بتتفرج عليه, الزمن عمره ما حايقف, ماتسيبش نفسك لحاد ما تندم على حاجة ماعملتهاش أو غلطة ماصلحتهاش, ماتضيعش وقت و إنت حابس مشاعرك جواك, قول كل الكلام اللي واقف على لسانك و إنت ملجمه, خليك عارف إن كلمة واحدة ممكن تغير حكايتك كلها, ماتخليش نفسك تعيش ندمان إنك ماقولتهاش, إعمل كل حاجة حاسس إن قلبك حايقف لو ماعملتهاش, صدق الصوت اللي جاي من جواك و انت بتحاول تسكته, ده أكتر حاجة لازم نصدقها و نمشي وراها, حب نفسك للدرجة اللي تخليك مش مستعد تتنازل ولو عن جزء من سعادتك مهما كان السبب, و حب اللي حواليك للدرجة اللي تخليك تعمل أي حاجة عشان بس تسعدهم,من غير تفكير كتير ولا حسابات, الحسابات اللي بتخلي كل حاجة في الدنيا ملهاش طعم, عيشوا كل حاجة في حياتكم كإنها آخر مرة, لو فكرتوا كده حاتلاقوا نفسكم بتعملوا المستحيل عشان تستمتعوا بكل لحظة في حياتكم و ماتندموش على الفرصة الأخيرة اللي ضاعت منكم, ماتسيبوش الزمن يسرقكوا و تعيشوا بعدها في عذاب ضمير أو ندم أو زعل على حاجة عمرها ما حاترجع ولا ممكن تتغير مهما حصل, الزمن مابيرجعش لورا فخليكوا متأكدين إن كل خطوة حتاخدوها عمركم ما حاتندموا عليها لإن ده الإحساس اللي مفيش حد مهما كانت قوته يقدر يكمل بيه بقية حياته و إلا ماكانتش آخر مرة فرقت في الوداع .. 

" يا كل حاجة كسبتها أو سبتها 
ماقدرتش أشبع منها إكمنها
قالت حانروح من بعض فين
يا ناس يا عبط يا عشمانين
في فرصة تانية لاللقا
بطلوا أوهام بقى
كفاية أحلام و اسمعوا
عيشوا بذمة و ودعوا
كل حاجة بتعملوها
و كل حد بتشوفوه
عيشوا المشاهد كل مشهد 
زي ما يكون الأخير
إشبعوا ساعة الوداع
و احضنوا الحاجة بضمير
ده اللي فاضل مش كتير
ده اللي فاضل مش كتير.."



No comments:

Post a Comment